عنوان جذاب و يوحى بأننى قد قمت بحل شفرة أدسنس و خوارزمياتها فى طريقة حساب أسعار الضغطات على الاعلانات .. لكنى حقيقة اقتربت من ذلك , و بمساعدة أدسنس نفسها !
هل لاحظت يوما أثناء اجرائك لعملية بحث على محرك جوجل بوجود اعلانات أعلى نتائج البحث أو بجوارها ؟
المرحلة الأولى
المنافسة
لنفترض أن هناك 4 مواقع ( A , B ,C , D ) , و قام أصحابها بانشاء حملات اعلانية عنها باستخدام خدمة Google Adwords , و قاموا باستهداف محرك البحث جوجل كمكان لظهور اعلاناتهم , وحدد كل منهم أقصى تكلفة " سعر " للنقره بحيث لا تتجاوز قيمة معينة كأحد أهم البيانات التى يدخلها المعلن عن حملته الاعلانيه و كانت كالتى :
أقصى قيمة للنقرة بعد تطبيق مبدأ المنافسة من قبل Adwords |
و كما نلاحظ , فتطبيق مبدأ المنافسة يمنح المعلن عمراً أطولاً لحملته الاعلانية ( مبدئياً ) و ذلك بخفض سقف النفقات.
**************************************
المرحلة الثانية
الجودة
تعتمد جوجل أدوردز على 3 محاور لتقييم مدى جودة الاعلان كما هو موضح بالمخطط البيانى التالى :
1 معدل الضغط على الاعلانات ( Click Through Rate ) أو CTR :
وله نصيب الأسد فى عملية التقييم ؛ حيث
كلما زاد معدل النقر على الاعلان بالنسبة لعدد مرات ظهورة دل ذلك على جودته
و زاد أيضا من نقاط الجودة التى يحصل عليها الاعلان.
2 مدى الصلة و الارتباطيه Relevancy :
وتأتى فى المرتبة الثانية من حيث الأهمية ؛ حيث تقوم خوارزميات أدوردز بمقارنة مدى ارتباط الكلمات المفتاحية للاعلان Keywords بالكلمات البحثيه التى استهدفها المعلن .. فكلما كان الترابط وثيقا , ساهم ذلك فى تحسين تقييم الجودة للاعلان , والعكس أيضا صحيح.
3 صفحة الوصول Landing Page :
حين يضغط الباحث على الاعلان , يصل لصفحة
ما فى الموقع المعلن عنه و التى تسمى فى هذه الحالة بصفحة الوصول Landing
Page , تقوم أدوردز حينئذٍ بتقييم أداء تلك الصفحة من عدة جوانب مثل :
- مدى ارتباط محتوى الصفحة بالاعلان.
- محتوى الصفحة من حيث كونه أصلياً أم منسوخاً و مكرراً.
- الزمن الذى تستغرقه الصفحة للتحميل.
- عدد النوافذ المنبثقه الموجوده.
- سهولة التصفح للموقع ... إلخ.
وبعد اجراء التقييم الشامل للجودة عن طريق البنود الثلاثه الأساسية المذكورة , يتم منح الاعلان نقاطاً من 1 ( أقل جودة ) و حتى 10 ( أعلى جودة ) ؛ و ذلك تمهيداً لحساب مرتبة الاعلان أو مايعرف بـ Ad Rank , و التى يمكن حسابها كالتالى :
مرتبة الاعلان = أقصى قيمة للنقرة * عدد نقاط الجودة التى حصل عليها الاعلان
ومن ثم يتم ترتيب الاعلانات و استبعاد
الاعلان ذى المركز الأخير من المنافسة لعدم قدرته على تحقيق الجودة الكافية
لظهوره. الجدول التالى يحتوى على بيانات 4 مواقع تم تقييم نقاط الجودة لها
كما هو مبين و كذلك حساب مرتبة الاعلانات الخاصة بها.
يتضح لنا من الجول السابق أن اعلان الموقع (C) قد حقق أعلى مرتبة بحصولة على 12 ؛ لذا فقد حصل على الترتيب رقم 1 , و كذلك نلاحظ خروج اعلان الموقع (A)
من المنافسة لحصوله على الترتيب الآخير وسط قرنائه. أى أن اعلانات المواقع
السابقه ستظهر فى نتائج البحث على النسق و الترتيب الموضح بالصورة أدناه :
**************************************
المرحلة الثالثة
المزاد و تحديد سعر النقرة
بعد تحديد أقصى قيمة للنقرة على الاعلان و مروره بمبدأ المنافسة , و كذلك
تحديد نقاط الجودة و حساب مرتبة الاعلان و ترتيبه , تدخل كافة الاعلانات
فيما يسمى بالمزاد وهو أشبه بالمزاد الحقيقى بالفعل , إلا أن هذا المزاد
يحدد الأسعار الفعلية النقرات على الاعلانات طبقا للمعطيات الرقمية التى تم
حسابها مسبقا. المثال التالى يوضح قيمة النقره الفعليه لثلاثة اعلانات
تساوت فيما بينها فى أقصى قيمة للنقرة :
سعر النقره على اعلان الموقع (A) = مرتبة اعلان الموقع (B) / نقاط الجودة لاعلان الموقع (A)
لاحظ معى أن مبدأ المزايدة يدفع المعلن
لتحسين مرتبة اعلانه بزيادة نقاط الجودة و بالتالى تقل القيمة الفعلية
للنقر على اعلانه مما يضمن ظهوره فى نتائج البحث و فى نفس الوقت دفعه لأقل
قيمه ممكنه للنقره , فمن الجدول السابق لو افترضنا قيام الموقع (A) بتحسين نقاط الجودة الخاصة به وحصل على 10 نقاط بدلا من 8 فستزيد معها مرتبة الاعلان لتصبح 40 بدلا من 32 و بالتالى تصبح القيمة الفعلية للنقر على اعلانه (24/10) أى 2.4 دولارا فقط بدلا من 3 دولار.
**************************************
يتضح من كل ماسبق رغبة جوجل فى تحقيق أفضل تجربة اعلانيه ممكنه تجمع بين المستخدم و المعلن و حتى الناشر.- بالنسبة للمستخدم :
تريد جوجل أن تظهر للمستخدم الاعلانات ذات الصلة بسلوكه البحثى عبر الانترنت و فى نفس الوقت اعلانات ذات مواصفات جوده عاليه.
- بالنسبة للمعلن :
محاولة جعله يدفع أقل قيمة ممكنه مقابل
النقر على اعلاناته من قبل المستخدمين ؛ لاعطاء حملته الاعلانيه وقتا أطولا
بخفض سقف النفقات الدعائية , و جذبه لانشاء المزيد من الحملات الاعلانيه
مستقبلا. لا تنس أن المعلن هو الوقود المادى للبرنامج الاعلانى لجوجل بأسره
, فبدونه قد تنهار المنظومه الاعلانيه كاملاً ؛ لذا فجوجل فى سعى دائم
لتنال رضاه بتوازن محسوب.
- بالنسبة للناشر :
بدون الناشر ستصبح هناك حلقة مفقوده ؛ لذا
تحاول جوجل بخوارزمياتها المعلنه و الخفيه أن تجعل الاعلانات ذات سعر
الضغطات المرتفع هى التى تظهر على مواقع و مدونات الناشرين قدر الامكان ؛
لاغراء المزيد من الناشرين بالاشتراك لجنى الأرباح و بالتالى تزيد أعداد
المعلنين الجدد لمعرفتهم باتساع قاعدة الناشرين لاعلاناتهم.
**************************************
و السؤال الآن
مالذى نستفيده كناشرين ؟
رغم أن كل ما سبق متعلق تحديداً كما ذكرنا
أول الأمر باعلانات البحث , إلا أننا يمكننا أن نسقطه بشكل أو بآخر على
اعلانات أدسنس للمحتوى - التى يستخدمها معظمنا كناشرين للربح من الانترنت -
؛ لمزيد من استيعاب فكر أدسنس الإعلانى.
أى أنه يمكننا اعتبار المراحل الثلاثة
للتعامل مع اعلانات البحث هى المطبقة أيضا فى حالة اعلانات المحتوى التى
تظهر على مواقع الناشرين بالاضافة لعوامل أخرى بالطبع مرتبطة بمواقعهم
ذاتها ( ماهى لو أدسنس تريحنا و تكشف أوراقها .. مكناش قعدنا نخمن كده !!
.. ربنا يهديكى لينا يا جوجل :) )
فلو استكملنا المثال السابق على أساس أن تلك الاعلانات تظهر على موقعى , و ضغط احدهم على اعلان الموقع (A) فهل سأحصل على الـ 3 دولارات طبقا لما هو مذكور بالجدول؟
الحقيقة أن مبلغ الـ3 دولارات يتم تقاسمه مابينى كناشر و نسبتى 68% , و مابين جوجل و نسبتها 32% ( راجع تدوينة كم تربح جوجل من جوجل أدسنس ! ) , و بحسبة أخرى :
يدخل خزينة جوجل ما مقداره : 3 * 32% = 0.96 دولاراً
يضاف لرصيدى فى أدسنس ما مقداره : 3 * 68% = 2.04 دولاراً
و يكون مسار الاعلان فى هذه الحالة منذ انشائه مرورا بالنقر عليه حتى وصول الأرباح لحسابى بأدسنس كما يلى :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق