قال رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، إن الاتحاد المغاربي يشكل بالنسبة للمغرب خيارا استراتيجيا لا رجعة فيه٬ وأن الدستور المغربي ينص على التزام المملكة ببناء المغرب العربي٬ إضافة إلى أن التحولات الحاصلة في المنطقة تزرع نفسا جديدا في الحلم الذي راود الرواد الأوائل وأبطال الاستقلال.
وأضاف بنكيران في حديث نشرته صحيفة " الأهرام " المصرية اليوم الأربعاء،" نحن نريد أن نبني على أساس سليم ومتين٬ والملك محمد السادس يدعو دائما إلى بناء نظام مغاربي جديد يكون محركا حقيقيا للوحدة العربية٬ ويضمن الاستقرار الأمني في منطقة الساحل والصحراء" مشيرا إلى أن المغرب يدعو إلى "خلق الظروف المواتية لتصنيع وتطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين المغرب والجزائر وندعو إلى فتح الحدود المشتركة والعمل سويا للمصلحة المشتركة للجانبين والمنطقة".
وبخصوص الزيارة الملكية لدول الخليج أكد رئيس الحكومة أن الزيارة "أثبتت أن "المغرب حليف عربي قوي ومستقر"، مردفا بالقول: " لدينا شراكة حقيقية وأساسية مع دول مجلس التعاون الخليجي٬ وهناك تنسيق وتعاون مشترك في مجمل القضايا العربية والإسلامية والإقليمية والدولية٬ وزيارة الملك محمد السادس مؤخرا اكتسبت أهمية قصوى سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي٬ وأثبتت أن المغرب يشكل حليفا عربيا قويا ومستقرا بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي رغم المسافة الجغرافية".
وفي سياق الحديث عن التطورات السياسية في العالم العربي٬ وخصوصا دور المغرب تجاه الأزمة الانسانية التي تمخضت عن الأحداث في سوريا٬ وصف بنكيران الوضع الإنساني في هذا البلد العربي ب" المأساوي " مؤكدا أن المغرب يتحرك "من منطلق إنساني وفي تشاور مستمر مع مؤسسات الإغاثة السورية ودول الجوار والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين للاسهام المستمر في جهود الإغاثة".
وقال رئيس الحكومة "إن الملك محمد السادس كان سباقا كعادته للمساهمة وتقديم الدعم٬ وأمر منذ فترة طويلة بإقامة مستشفى في مخيم الزعتري في الأردن لعلاج النازحين السوريين " مضيفا أن الملك قام " بزيارة هذا المستشفى وأمر بتوفير جميع احتياجاته".
وأضاف أن المغرب يدعو إلى تأمين دخول منظمات الإغاثة الدولية لسوريا ودراسة وسائل حماية النازحين وتقديم الدعم المادي واللوجيستي الكافي لمساعدة الدول التي تستقبل اللاجئين وكذا فتح تحقيق "عاجل ومستقل" حول المذابح والانتهاكات٬ مذكرا بأن الرباط ستستضيف خلال الأيام المقبلة مؤتمر أصدقاء سوريا.
أما بخصوص قضية الصحراء المغربية فأوضح بنكيران أن المغرب "طرح بكل شجاعة مبادرة الحكم الذاتي حول الصحراء كحل وسط لكن للأسف الطرف الآخر بقي على نفس موقفه الذي استمر عليه منذ أكثر من 35 سنة وهذا أدخل القضية في مأزق على الرغم من قرارات مجلس الأمن الداعية إلى مفاوضات للوصول إلى حل سياسي".
وحول المفاوضات التي تجري تحت رعاية الأمم المتحدة بين أطراف النزاع أكد رئيس الحكومة أن "المفاوضات لم تكن تركز على الهدف الأساسي والسياسي الذي حددته قرارات مجلس الأمن وركزت على هوامش الأمور " مشيرا إلى أن " تقرير المبعوث الأممي كان منحازا وغير دقيق وركز على أشياء هامشية واغفل التركيز على المشكلات وطرق حلها٬ وبالتالي قلنا لم يعد لدينا ثقة فيه وأوضحنا أن هذا الأمر لا يتعلق بالأمين العام كشخص نثق في نزاهته".
وردا على سؤال حول العلاقة بين نزعات الانفصال والإرهاب في منطقة الساحل والصحراء قال بنكيران إن " المجتمع الدولي هو الذي يحذر من التحالف بين النزعة الانفصالية والتطرف الديني (...) ونحن ندق ناقوس الخطر بشأن المخاطر الجيوسياسية الهائلة التي تهدد منطقة الساحل والصحراء".
وأشار بنكيران إلى أن المغرب أعطى المثال في السنوات الأخيرة "لأنه أول من وضع شروط حكم ذاتي حقيقي في إطار السيادة المغربية وهذه صيغة عادلة ومتوازنة وبراغماتية تضمن استقرار وأمن المنطقة وتقضي على الإرهاب والتطرف".
على صعيد آخر وردا على سؤال حول العلاقات المغربية الإفريقية أكد بنكيران أن امتداد المغرب في القارة الإفريقية حاليا أقوى مما كان عليه عند انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية ( آنذاك) ٬ مبرزا أن المغرب "لم ينقطع عن محيطه الإفريقي وهو لاعب رئيسي وأساسي في القارة وعلاقاته مميزة مع جميع دول القارة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق